هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لوجه الله:

تحية للجيش المصرى القوى الذى فرض احترامه على الجميع

 

كل يوم يؤكد المصريون أنهم يشعرون بالأمان والطمأنينة على وطنهم فهو فى عهدة قيادة هادئة حكيمة تتصرف بوعى ولا تدخل فى مغامرات سياسية أو عسكرية، فمصر لا تطمع فى أراضى وثروات الدول المجاورة، وجيش مصر "دفاعى محض" وليس جيشا مرتزقا يعتدى من أجل حفنة من المكاسب على حساب الآخرين.. جيش قوى لا تخيفه التهديدات من هنا أو هناك ومستعد لكل السينوريهات فى منطقة تموج بكل صور الظلم والقهر والعدوان.
الذى يطمئن المصريين أنهم يدركون جيدا أن مصر قادرة عسكريا للدفاع عن أرضها وحقوقها السياسية وعن أمن وسلامة مواطنيها وكل من يعيش على أرضها، ولولا هذه القدرة التى يعترف بها الجميع ويقدرها العدو قبل الصديق لكان الوطن من كل اتجاهاته مرتعا لكل الطامعين.. وهم كثيرون ويحيطون بها من كل جانب.
 الجيش المصري سيظل عنوانا للقوة والهيبة في المنطقة، فهو الجيش الذي حمى حضارة وادي النيل عبر التاريخ، وكان دائما في قلب الصراع من أجل البقاء والاستقلال.. ومع نشوء الدولة المصرية الحديثة، تبلورت عقيدة عسكرية واضحة للجيش المصري جعلت منه أحد أعرق وأكبر الجيوش في الشرق الأوسط وأفريقيا.
العقيدة العسكرية المصرية تقوم أولا على الدفاع عن الأرض والسيادة الوطنية، فهي عقيدة لا تقوم على الغزو أو التوسع، بل على حماية الحدود وتأمين الاستقرار الداخلي والإقليمي.. هذا المبدأ تجسد بوضوح بعد حرب أكتوبر 1973، حيث أثبت الجيش المصري أن قدرته على القتال دفاعا عن أرضه لا تقل عن أي قوة كبرى في العالم                                      
الجيش المصرى هو جيش الشعب.. أي أنه لا ينفصل عن الأمة ولا يتحرك إلا وفق إرادتها، فهو ليس جيش سلطة أو فصيل، بل مؤسسة وطنية جامعة، تضرب جذورها في وجدان المصريين وتستمد شرعيتها من التفافهم حولها.
الجيش المصري فى عهدة قيادة حكيمة تدرك المخاطر الأمنية التى تحيط بالمنطقة.. ومن هنا جاء حرص القيادة على تطوير قدرات الجيش النوعية، سواء في القوات الجوية والبحرية أو في أنظمة الدفاع الجوي والاستخبارات.. وفي الوقت ذاته، يوازن الجيش بين الاستعداد العسكري والانفتاح على التحالفات الإقليمية والدولية، بما يحفظ مصالح مصر دون التفريط في استقلال قرارها.        

العقيدة العسكرية لجيش مصر العظيم ليست مجرد خطط واستراتيجيات، بل هي فلسفة وطنية تقوم على الإيمان العميق بأن مصر لا تُحارب إلا من أجل الدفاع عن أرضها وكرامة شعبها، وهي عقيدة جعلت الجيش عبر تاريخه الطويل موضع احترام بين جيوش العالم                                            
**** 
يفتخر المصريون بمواقف وسياسات وطنهم فى كل الاتجاهات.. فمصر لا تقبل ظلما ولا عدوانا على أى شعب.. ومن هنا كان موقفها السياسي والأخلاقى من العدوان الصهيونى الاجرامى على الشعب الفلسطينى واللبنانى واليمنى والسورى والإيرانى وكل شعب يطاله العدوان الآثم من أحقر قوة عسكرية فى التاريخ.
مظاهر قدرات مصر التى نفتخر بها رغم الأزمات الاقتصادية المتلاحقة عديدة وتجعل منها دولة قادرة على حماية نفسها.. كما أنها قادرة على تحقيق توازن القوى فى منطقة يعتقد البلطجى الصهيونى أنه سيدها الأوحد، لأنه يواجه قوى لا تستطيع ردعه، وكل من يقدر عليهم عبارة عن جماعات وفصائل لا تمتلك 2% مما يمتلكه من أسلحة وقدرات عسكرية تتدفق عليها من أمريكا وبعض الدول الأوروبية.. والجيش الوحيد الذى واجهه العدو المجرم كان الجيش الإيرانى ولولا التدخل الأمريكى لكانت المدن الفلسطينية المحتلة الآن أكوام من الدمار والخراب بفعل الصواريخ الإيرانية.
سياسة مصر العاقلة الهادئة جعلتها محل احترام الجميع فهى لا تنحاز لباطل مهما كانت القوى التى تسانده أو تدعمه.. وبفضل هذه السياسة الاخلاقية رفضت مصر كل صور العدوان على الشعوب العربية وفى مقدمتها شعب غزة وكانت فى طليعة الدول المنددة بهذا العدوان، والمحذرة من مخاطره وتداعياته، وكل ما حذرت منه مصر حدث، والتداعيات الأمنية والعسكرية للقوة الصهيونية الغاشمة التى لا تحكمها قيم ولا أخلاق كان لها تداعياتها  الخطيرة على المنطقة كلها بما فيها الكيان الصهيونى نفسه، ولو الدعم غير المحدود لهذا العدو سياسيا واقتصاديا وعسكريا لسقط ولم يستطع المواجهة منذ عدة أشهر.
سياسة مصر الحكيمة حافظت على جيش مصر وقدراته للدفاع عن الوطن على عكس ما يريده المتهورون الذين طالبوا الجيش المصرى بالتدخل فى حرب اقليمية  انسحبت منها كل دول المنطقة القادرة على تكاليف الحرب وأعبائها وكان هؤلاء يريدون الزج بجيش مصر لاستنزاف قدراته ويصبح جيشا ضعيفا مثل كثير من جيوش المنطقة ليسود جيش الاحتلال الصهيونى المجرم ولا يجد من يردعه إذا ما فكر العدوان على مصر.
****
بقى أن نؤكد أن المصريين الوطنيين لا يستغلون الأزمات ولا يستجيبون للمحرضين ولا ينساقون خلف أصحاب الهوى السياسى الذين يتحركون دائما لصالح قوى معادية للوطن ولصالح جماعات فوضوية، اتضح للجميع كيف خططت للسيطرة على البلاد والعباد وإلحاق الأذى بمصر وتحقيق أهداف القوى المتربصة بها.
الشعب المصرى لديه من الوعى والوطنية الصادقة ما يكفى لإسكات هؤلاء ولفظهم وكشف مخططاتهم وهذا سر قوة الجبهة الداخلية فى مصر خلال كل الأزمات السياسية والأمنية التى تعرضنا لها خلال السنوات الماضية.
المواطن المصرى الواعى لا يستجيب لشائعة أو أكذوبة ويدرك جيدا أن الشائعات وسيلة الضعفاء والعاجزين، ولذلك تستخدمها وتعتمد عليها جماعات الضلال الدينى والنصب السياسى، كما تعتمد عليها الدول المعادية كوسيلة لتحقيق أهدافها.. ويدرك أيضا أن الشائعات تنتشر وتحقق أهدافها الخبيثة فى المجتمعات التى يقل فيها الوعى الشعبى ولذلك فشلت تلك الوسيلة فى دفع المصريين الى تحقيق أهداف الجماعات المعادية لمصر، فالشعب المصرى يعرف جيدا حجم الأكاذيب التى تستهدف وطنه، وحجم ما تروج له عناصر هاربة تعمل لصالح جماعات تستهدف عرقلة مصر ومنعها من تحقيق طموحات شعبها.

   [email protected]